السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة نرجو من جميع الاعضاء اللتزام بقوانين المنتدى وعدم نشر برنامج او فلم او اغنية او اي شئ له حقوق ملكية كما يمنع نشر السيريالات والكراكات للبرامج ومن يخالف تلك التعليمات سيتم حظر حسابة للابد والسلام عليكم ورحمة الله

هل الحديث الذي اعتمد عليه الفقهاء في عقوبة اللواط باطل لا يصح سندا ؟

0 تصويتات
سُئل نوفمبر 3، 2014 في تصنيف الفتاوى بواسطة مراد (152,840 نقاط)
قد رأينا كيف استدل الفقهاء بالقتل على من عمل عمل قوم لوط بسبب هذا الحديث مع انه لا يصح ، وكيف قاس البعض المسألة على الزنا و شتان بين المسألتين ، و الحديث هذا الذي اعتمدوا عليه في حد القتل للمثليين لم يروه عن ابن عباس إلا عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس ، وقد أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ج 8 ص 232 و في الشعب ج4 ص356 و ابن الجارود في المنتقى ج1 ص208 و الدارقطني ج3 ص 124 و الدارمي ج4 ص 158 و الترمذي ج4 ص 57 و الحاكم في المستدرك ج 4 ص 395 و أحمد في المسند ج 1 ص 300 و ابن ماجه ج 2 ص 856 و أبو يعلى ج 4 ص 348 و ج 5 ص 128 و عبد بن حميد ج1 ص 200 و القاضي في علل الترمذي ج 1 ص 236 جميعهم بطرق مختلفة إلى عمرو بن أبي عمرو ، وقد أنكر البخاري عليه هذا الحديث ، وذكر ابن عدي في الكامل قول ابن معين فيه ليس بالقوي و ليس بحجة لا يحتج به و في حديثه ضعف ،و قال السعدي مضطرب الحديث ، وقاله الجوزجاني ، وقال أبو داود : ليس بذاك كما في الميزان ج5 ص337 ، وضعفه النسائي كما في تهذيب الكمال ج22ص168 ، وقال أبو حاتم سهيل بن صالح لا يحتج به وهو أحب إلي من عمرو بن أبي عمرو كما في الجرح و التعديل ج3 ص 1105 ، و كان مالك يستضعفه روى عنه حديثين فقط ، وقيل هو ثقة ينكر عليه حديث عكرمة كما قاله يحيى بن معين ، و قال القاضي في علل الترمذي [سألت محمد بن بشار عن حديث عمر بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس فقال عمرو صدوق و لكن روى عن عكرمة مناكير ولم يذكر في شيء من ذلك أنه سمع عكرمة ، ثم قال محمد بن بشار و لا أقول بحديث عمرو بن أبي عمرو أنه من وقع على بهيمة فإنه يقتل وهو تتمة لهذا الحديث . ولم يرو هذا الحديث عن عكرمة إلا عمرو ولذلك شك أهل العلم فيه ، فربما زعم أحدهم أنه سمعه من عكرمة ، ورواه لعمرو فصدقه عمرو ثم حدث به عن عكرمة ، وهذا شائع عن كبار أهل العلم كالتابعين و غيرهم ، بل كان الصحابة يفعلون ذلك عن بعضهم ، وعلى ذلك فلا يجوز مطلقا الزعم بأن هذا الحديث المشكوك به نصا يؤخذ منه حكم شرعي ، فضلا عن كونه حدا ، فضلا عن كونه قتلا  . وقد ذكر الطبراني في الأوسط و الكبير ج11ص212 سندا له لهذا الحديث انفرد به إلى عكرمة ، و للطبراني أخطاء كما اشتهر عنه في بعض أسانيده و رواه عن شيخه علي بن سعيد الرازي [وهو ضعيف]عن عبد العزيز بن يحيى المديني[كذاب قال العقيلي في  الضعفاء ج3 ص 19يحدث عن الثقات بالبواطيل ولم يدرك سليمان بن بلال كما نص ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 5ص400 وقال البخاري يضع الحديث كما في الميزان ج4 ص 375]عن سليمان بن بلال عن حسين بن عبد الله عن عكرمة ولا أدري من هو حسين هذا  . و روى البخاري ج5 ص 2207 وج6 ص 2508 عن النبي : [لعن رسول المخنثين من الرجال و المترجلات من النساء أخرجوهم من بيوتكم وأخرج فلانا و أخرج عمر فلانا] و الحديث لم يروه سوى عكرمة عن ابن عباس ، وعكرمة هذا و إن كان البخاري و مسلم وغيرهم رووا عنه ، وهو مشهور بالعلم إلا أن ثلة من الأئمة الأكابر كذبوه في روايته عن ابن عباس كسعيد بن المسيب و محمد بن سيرين و ابن عمر ويحيى بن سعيد القطان كما جاء في المصادر المختلفة ، وكان مالك ينهى عن الحديث عنه وقال أحمد مضطرب الحديث مختلف فيه ، وقال قتادة : ما حفظت منه إلا بيت شعر ، وقالوا إنه كان خفيفا قليل العقل ، و أنه كان يروي برأيه أحيانا و يقول عن ابن عباس ، وكان على رأي الخوارج ، ومات فلم يشهد جنازته أحد من الأكابر ، ولكن كثيرا من أهل العلم
تحديث للسؤال برقم 1
وثقه مع ذلك ،كمات وثقوا أمثاله ممن لا قيمة لهم ، ورووا عنه واحتجوا به كما في تهذيب الكمال ج20ص264 . و هذا حال أفضل الأحاديث من حيث السند في قضية اللواط ، وكل الأحاديث الأخرى باطلة و لا يقوم لها سند ، ولا يوجد دليل صحيح على أن النبي أو أحد من الصحابة قد عاقب لوطيا بقتل أو غيره ، بل وجدت رواية قوية السند عن عائشة بعكس ذلك : عن عائشة قالت :أول من اتهم بالأمر القبيح تعني عمل قوم لوط اتهم به رجل على عهد عمر فأمر بعض شباب قريش ألا يجالسوه . نلاحظ أن هذا يهدم كل النصوص الأخرى في مسألة الحد و حرقه و قتله أو رجمه لأن عمر كان أشد الناس في أمر الدين و قد تركه ، وعائشة لم تعلق على ذلك . و الحديث أخرجه البيهقي ج4 ص 358 عن أبي الحسين بن بشران[ثقة مشهور]عن إسماعيل بن محمد الصفار[ثقة مشهور كما في لسان الميزان [ ج1ص432 ] عن أحمد بن منصور[ ثقة مشهور كما في الميزان[ ج1ص305] عبد الرزاق[قالوا في روايته عن معمر اضطراب ولكنه مكثر عنه وهو ثقة] معمر [ثقة] عن الزهري [ثقة] عن عروة [ثقة] عن خالته عائشة به. و قد قمت بدراسة أكثر من ثلاثين حديثا عن النبي تتعلق بعقوبة ولعن المثليين و النهي عن اللواط ، و لم يصح فيها حديث واحد من حيث السند ، و كل الأسانيد معلولة بحسب قواعد مصطلح الحديث الذي وضعه علماء الحديث أنفسهم ، و البحث عندي لمن يحب ، و لم أورده هنا خشية ملل القراء أكثر مما سبق . و مع ذلك فكل المسلمين و الفتاوى إلى الآن على قتل من عمل عمل قوم لوط ، بسبب ثقافة الكراهية المتأخرة عن عهد النبي نفسه .
...