ثورة البربر ضد اعراب بنو امية :
احتقر العرب الغزاة ومنهم ابن الحبحاب وعماله أجدادنا الأمازيغ وأهانوهم رغم اسلامهم، استخدموهم في الغزو دون أن يعترف لهم بالفضل عند تقسيم الغنائم ، تذكر المصادر بأن عبيد الله المرادي عامل ابن الحبحاب
على طنجة خمس الأمازيغ وزعم أنهم وأموالهم غنيمة للأمويين ، ويقول الرقيق القيرواني في الموضوع: ((.. وكان ابن الحبحاب قد ولى طنجة وما ولاها عمر بن عبد الله المرادي فأساء السيرة وتعدى في الصدقات والقسم ،
وأراد أن يخمس البربر، وزعم أنهم فيء المسلمين وذلك مالم يفعله عامل قبله.....))
ومما زاد من تجبر العمال مغالاة دار الخلافة الأموية في طلب تحف وطرائف بلاد المغرب ، فكان هشام وكبار دولته لا يكتفون بما يحصلونه من ثياب صوفية بديعة ترسل لهم من بلادنا ، بل كانوا يريدونها ثيابا أكثر
نعومة تصنع من سخال الضأن أول ما تولد ، ولا يريدونها الا عسلية الألوان ، غير مصبوغة ولا ملونة ، بل هي بالطبيعة كذلك، واللون العسلي نادر في الغنم ، لهذا يضطر جند العمال إلى مهاجمة غنم الأهالي
(الأمازيغ)للأستيلاء على النعاج التي هي على وشك الولادة ، فيشقون بطونها بحثا عن هذه السخال(صغار الخرفان) العسلية.
يقول ابن خلدون ((وكانت الصرمة (القطيع)من الغنم تهلك بالذبح لاتخاذ الجلود العسلية من سخالها ، ولا يوجد فيها مع ذلك إلا الواحد وما قرب منه ، فكثر عبثهم بذلك في أموال البربر وجورهم عليهم ))، كما أنهم
أخذوا كل جميلة من بنات البربر ، يبعثن إلى بلاط الخلافة الأموية في دمشق ، ولا يخفى ما لأثر ذلك في نفوس الأمازيغ الذين يحرصون في الحفاظ على شرفهم وكرامتهم وهم في ذلك أهل عزة ونخوة . .
ويتضح مما تقدم بأن سلوك العمال العرب الأمويين مع أجدادنا الأمازيغ المسلمين كان بعلم من دار الخلافة بدمشق التي سكتت عن ذلك حفاظا على ما يردها من طرائف الهدايا والتحف ، وهذا ما شجع العمال على اٍهانة
الأمازيغ .
عرقلة الوفد الأمازيغي وافشاله في مقابلة الخليفة:
قرر الأمازيغ إرسال وفد يمثلهم لمقابلة الخليفة هشام قصد اطلاعه على حقيقة ما يجري في بلادهم من ظلم وجور واحتقار يقترفه عماله ضد الأهالي المسلمين قال ابن الأثير ((لم يزل أهل افريقية(بلاد المغرب) من أطوع
أهل البلد وأسمعهم إلى زمن هشام … وكانوا يقولون لا نخالف الأئمة بما يجني العمال ، فقالوا لهم : إنما يعمل هؤلاء بأمر أولئك، فقالوا :حتى نخبرهم ؟
سار الوفد إلى هشام عام واحد وعشرين ومائة للهجرة (121هجرية) ، يتكون من بضعة وعشرين رجلا ، يرأسهم ميسرة المدغري ، لرفع شكواهم إليه، لكن الأبرش حال بينهم وبين رؤية الخليفة ، ولما طال انتظارهم ، ونفذت
نفقاتهم ، طلبوا من الأبرش أن يبلغ أمير المؤمنين شكواهم، وقد أورد ابن الأثير نصها كالآتي : (( أبلغ أمير المؤمنين أن أميرنا يغزو بنا وبجنده ، فإذا أصاب نفلهم (الغنيمة)دوننا وقال هم أحق به ، فقلنا هو
أخلص لجهادنا . وإذا حاصرنا مدينة قال : تقدموا وأخر جنده ، فقلنا تقدموا فانه ازدياد في الجهاد ، ومثلكم كفى إخوانه فوقيناهم بأنفسنا وكفيناهم ، ثم أنهم عمدوا إلى ماشيتنا فجعلوا يبقرونها عن السخال ،
يطلبون الفراء الأبيض لأمير المؤمنين ، فاحتملنا ذلك وخليناهم وذلك ، ثم أنهم سامونا أن يأخذوا كل جميلة من بناتنا فقلنا : لم نجد هذا في كتاب ولا سنة ، نحن مسلمون ، فأحببنا أن نعلم ، أعن رأي أمير
المؤمنين ذلك أم لا . قال الأبرش نفعل ، فلما طال عليهم ونفذت نفقاتهم كتبوا أسماءهم في رقاع ورفعوها إلى الوزراء ، وقالوا هذه أسماؤنا وأنسابنا ، فان سألكم أمير المؤمنين عنا فاخبروه ، ثم كان وجههم إلى
افريقية .))
لم يجد الوفد الأمازيغي آذانا صاغية من الخليفة ووزرائه رغم ما بذل من جهد ، لهذا زاد الأمازيغ يقينا باحتقار الأمويين لهم ، ويئسوا من الإصلاح بعد أن اتضح لهم عجز الخليفة في كبح جماح عماله ، وهذا دليل
على تورطه معهم وإصراره على سياستهم حفاظا على ما يرده من تحف هذه الولاية الغنية ، لهذا تناذر الأمازيغ وانقلبوا معارضين ، والتجأوا إلى القوة لتحقيق مطالبهم والثأر لكرامتهم و نتج عن هذا ثورة ضد الامويين
و هي كما تعرف تاريخيا "ثورة البربر" .
http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=4af08d3e666166b6&fid=4af08d3e666166b60004fa9e46ae6efc&table=%2Fejabat%2Fuser%3Fuserid%3D04699762523657195214%26tab%3Dwtmtor%26sort%3Dwsmopts%26order%3Dwsnod%26start%3D40