حماة، التي ينتقدها البعض على "سلمية الثورة" فيها... تعيش اليوم ظرفاً صعباً.
من المجحف ان يتصيد احد مدينة المجازر، مدينة المظاهرات التي دخلت تاريخ سوريا، مدينة القاشوش وباب قبلي والحميدية وطريق حلب... مدينة العاصي... بأن يطالبها اليوم بأن تمضي الى مزيد من الدم باختيارها. الدم
يملؤ العاصي بكل الأحوال. وأبناء حماة لا يتوقفون عن رفد ثورة وطنهم بدمائهم ومالهم وخيرهم.
في حماة اليوم، وسط مئات الحواجز الأمنية الفاشية، ترتفع الأصوات مطالبة بتخفيض أسعار المواد الغذائية... الغلاء قتل الناس هناك، والحواجز الكثيرة جعلت عيشهم محاصراً برغم ان المدينة شبه "سلمية". نحن
قادمون مع انقطاع المياه ايضاُ على كارثة انسانية في حماة تجعل الشباب هناك يفكرون بأساليب خلاقة لتخفيض الاسعار والضغط على المحتكرين برغم كل الصعوبات.
هذا النظام عنصري فاشي بالتأكيد... حين تتعامل معه مدينة بأقل عنفاً من سواها، يكون الموت فيها أبطأ وحسب. وعلينا، نحن من الخارج، ان نسبق الزمن ولو لمرة، ونلحظ ان كارثة انسانية في طريقها الينا، نتفهم
ونساعد ونكون واثقين بأن حماة، وان لم ترفع اليوم السلاح ولم تتدمر بكاملها بعد، هي في قلب الثورة السورية، في قلب القلب.
