دمشق ، الحقيقة ( خاص من حسين كردي) : كشفت مصادر عسكرية سورية مقربة من "شعبة العمليات" عن أن العقيدة القتالية الجديدة للجيش السوري استبعدت الجولان السوري
كميدان لأي مواجهة عسكرية مع إسرائيل ، رغم أنه واقع تحت الاحتلال منذ العام 1967! وقال أحد ضباط الشعبة في اتصال بالبريد الإلكتروني مع " الحقيقة" إن العقيدة القتالية الجديدة ، وهي ذات طابع سري جدا ولا
يطلع عليها سوى عدد محدود من ضباط رئاسة الأركان بمن فيهم قادة الفيالق والفرق وقادة أذرع الجيش ( البرية والبحرية والجوية ) وبعض قادة الألوية النوعية ، اعتبرت جنوب لبنان ووادي البقاع الغربي ( شرقي
لبنان) ، ولبنان بشكل عام ، هو مسرح عمليات الجيش السوري مع إسرائيل على المستوى المنظور والمتوسط ، وهو تعبير يعني في العادة 10 ـ 20 عاما. وكشف المصدر عن أن العقيدة الجديدة خلت تماما من أي تصورات أو خطط
"هجومية" باستثناء خطط تتعلق بـ " خطط ذات طابع هجومي ـ دفاعي "، أي الخطط التي تتضمن شن هجوم معاكس على اعتداءات إسرائيلية محتملة سواء في الجولان أو في منطقة البقاع الغربي اللبناني المحاذي لخاصرة
العاصمة السورية من الجهة الجنوبية الغربية .
وقال المصدر إن العقيدة القتالية الجديدة ، وهي أمر آخر مختلف عن " العقيدة السياسية" و مقولة " الجيش العقائدي" وتتعلق بالجوانب العملياتية والقتالية ومسرح عمليات الجيش السوري ، إن العديد من ضباط المراتب
المتوسطة ( قادة ألوية وكتائب ) ، الذين تسرب إليهم محتوى العقيدة الجديدة بطريقة أو بأخرى ، أصيبوا بالصدمة والذهول لجهة غياب أي ذكر لمرتفعات الجولان المحتلة كمسرح عمليات محتمل " إلا في حالة مبادرة
الجانب الإسرائيلي للاعتداء بريا على جبهة الجولان" . وعلق المصدر على العقيدة الجديدة بالقول " حسب ما أعلم ، إنها المرة الأولى في التاريخ التي تلجأ فيها دولة جزء من أرضها يقع تحت الاحتلال إلى وضع عقيدة
قتالية تخلو تماما من أي خطط هجومية وتكتفي بالخطط الدفاعية . وهو ما يعني ضمنا أن النظام السوري أسقط من اعتباره نهائيا أي إمكانية لتحرير الأرض المحتلة ، حوالي 900 كم مربع ، بالطرق العسكرية ،
والاكتفاء بالطرق السياسية والديبلوماسية " . ووصف المصدر العقيدة الجديدة بأنها "تحول استراتيجي نوعي خطير جدا في منظور النظام للصراع مع إسرائيل ورؤيته لمستقبل هذا الصراع". وكان الرئيس السوري بشار الأسد
استبعد ضمنا ، في الخامس من الشهر الجاري ، أي مبادرة تقوم بها سوريا لتحرير أرضها بالقوة المسلحة ، حين أكد في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القبرصي ديميتريس خريستوفياس ، أن «الطريق الوحيد» للسلام في
المنطقة «هو بالمفاوضات بهدف توقيع السلام الذي يعيد الأمور إلى طبيعتها في العلاقات بين الجميع».
تحديث للسؤال برقم 1
وتحل هذه العقيدة ، التي يبدو أنها وضعت قبل خمس سنوات ولم يتسن الاطلاع على محتواها إلا الآن ، محل العقيدة القتالية التي كان معمولا بها منذ مطلع السبعينيات في القرن الماضي ، والتي
خيضت على أساسها حرب تشرين الأول / أكتوبر 1973 بالاشتراك مع جمهورية مصر العربية ، وحرب العام 1982 حين بادر الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد إلى الزج باحتياطي القيادة العامة من القوى البرية ( الفرقة
المدرعة الثالثة) واحتياطيها من القوى الجوية ( أسراب الميغ 23 الحديثة جدا آنذاك) في هجوم معاكس في منطقة البقاع الغربي اللبناني ( راشيا والسلطان يعقوب) لمواجهة التوغل الإسرائيلي الذي كاد أن ينجح في قطع
طريق دمشق ـ بيروت وتطويق العاصمة السورية من الجهتين الغربية والجنوبية الغربية وجعلها" ساقطة عسكريا " . ومن المعلوم أن الهجوم السوري نجح في مهمته ولكن بثمن باهظ جدا احتاج أكثر من عشر سنوات
لتعويضه . حيث فقد الجيش السوري في الحرب المذكورة أكثر من ستة آلاف شهيد ( قسم كبير منهم من الضباط ، لاسيما ضباط الدفاع الجوي) وحوالي نصف سلاح المدرعات آنذاك ( قرابة ألفي دبابة) و 83 طائرة من ضمنها
جميع أسرائب الميغ 23 التي كانت سوريا تسلمتها للتو من الاتحاد السوفييتي. وهو ما فاق بكثير ( حوالي الضعف) خسائر الجيش السوري في حرب أكتوبر 1973 نفسها!
ويعتقد أن هناك دافعين يقفان وراء العقيدة العسكرية الحديدة ، أولهما سياسي يتعلق بالتحولات التي أصابت بنية السلطة في سوريا خلال ربع القرن الماضي ، حيث أحكمت الطغمة " الكومبرادورية" المافيوزية قبضتها
على صناعة القرار ، وهي طغمة ترى مصلحتها الأساسية في تطبيع علاقتها السياسية مع الولايات المتحدة و إبرام صفقة سلام مع إسرائيل ، والدخول في شراكة اقتصادية مع رأس المال الإسرائيلي ( أفضل تعبير عن ذلك
مجموعة الأفكار والمشاريع التي وضعها اتحاد الغرف التجارية السورية مطلع التسعينيات لإعادة بناء خط سكك الحديد دمشق ـ درعا ـ حيفا في مرحلة السلام ، وهو جزء من الخط الحجازي ، و المشاريع السياحية التي كان
يعمل عليها كونسورتيوم سوري ـ لبناني برئاسة رفيق الحريري وعثمان العائدي ورجال أعمل آخرين ، بمن فيهم رجال أعمال إسرائيليون يعيشون في الفرب ، لإنشاء مجمعات سياحية ضخمة في سفوح جبل الشيخ).
أما الدافع الثاني " التقني" فيتعلق بقناعة النظام السوري بأن هناك استحالة شبه مطلقة في تزويد الجيش السوري بالعتاد الحديث الذي يحتاجه لبناء "جيش ذي قدرات هجومية" قادر على تحرير الأرض ، حيث ترفض موسكو ـ
لاعتبارات تتعلق بعلاقاتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل ـ تزويد سوريا بأي منظومات تسلح ذات طابع هجومي ، سواء منها البرية أو الجوية أو البحرية.
تحديث للسؤال برقم 2
إلى مجنون عاقل: لا تؤلف من عندك... الاسكندرون احتل في عام 1939 بعد 20 سنة على قيام الدولة السورية وكان تابعا لمحافظة حلب وكان سكانه معهم جنسيات سورية وشاركوا عدة مرات في
الانتخابات السورية وكان لهم نواب وممثلون ومن أشهر ممثليهم صبحي بركات الخالدي الذي هو من مواليد أنطاكية وكان أول رئيس لدولة سورية.
أكثر ما يزعجني من يهرف بما لا يعرف.