تحديث للسؤال برقم 1
أن هناك مؤامرة عالميــة كبرى وراء الغزو الثقافي الغربي للعالم العربي. وأن هذه المؤامرة جزء من المؤامرة السياسية والاقتصادية التي يحيكها الغرب ضد الأمة العربية. وأن سلاح هذه
المؤامرة صواريخ عابرة للقارات، وأقمار صناعية، ومركبات فضائية، وقنابل ذرية ونووية ونيترونية، وأسلحة جرثومية، وأسراب من الطائـرات لا حصر لأنواعها وقدرتها، وعسكرة كاملة في البر والبحر والجو والفضـاء،
وجيش من العملاء والجواسيس في المجالات المختلفة.
تحديث للسؤال برقم 2
وسائل معالجة الغزو الثقافي
لا يُقرُّ فريق من المفكرين العرب، بأن هناك غزواً ثقافياً بالمعنى المحدد لكلمة "غزو". وبالتالي، فإنهم لا يقترحون إقامة السدود والحدود في وجه هذا الغزو المزعوم، واستنفار القوم والعشائر والقبائل نفرةً
عنترية هلالية، لصده، ودحره. ولكنهـم يقولون، بأنه لو افترضنا أن هناك "غزواً" فلا زحف مقدساً ينفع في مواجهته، ولا سيف قاطعاً يُجدي رفعه في وجهه، ولا مدفعية قوية تصلُح لأن تُطلق في أعقابـه، ولكن علينا
علاج ذلك بالطرق والأساليب والوسائل الحضارية والثقافية. ولكن لا علاج نوعياً كامناً في وصفات محددة، يمكن أن يتناولها المثقف على شكل حبوب. كما لا يكفي أن نحشر الوسائل التقنية لنشر الثقافة. بل هناك مشكلة
مضمون الثقافة، وطبيعتها، وهويتها. وهي مشكلة لا تحل بجرة قلم، أو بقرار مجمع علمي.
تحديث للسؤال برقم 3
"روشتة" المفكرين بين النجاح والفشل
طرح المفكرون العرب علاجهم لمواجهـة الغزو الثقافي الغربي للعالم العربي من خلال مؤتمر الأدباء العرب المنعقد في بغداد في العـام 1965، ويتخلـص في تلك الفترة - التي كان لها مواصفات سياسية واجتماعيـة
وثقافية معينة - فيما يلي:
1- تعديل جذور وأسس مناهج التعليم، والتركيز على اللغة العربية، وإضافة مادة الأخلاق إلى السنوات كلها.
2- إنشاء مؤسسة عربية كبيرة، تشرف على الترجمة، على أن تتوخى في الترجمة ما يحتاجه الوطن العربي.
3- إنشاء قانون جديد للطباعة والنشر والصحافة، يجعل كل هذا في خدمة الأمة.
4- تحديد مجالات الإذاعات وخاصة المرئية منها، ووضع فلسفة عامة لها تراعي مصلحة المواطن.
5- إقامة جمعية موحدة للآداب لنشر التراث العربي، وكشف جماله للجيل الناشئ.
تحديث للسؤال برقم 4
دواء واحد فقط
ومن المفكرين من يُسلِّم بأن هناك غزواً ثقافياً حضارياً تتعرض له الأمة العربية. ولكن الحديث عن صدِّ هذا الغـزو أمر غير وارد، وغير ممكن. وإنما المطلوب شيء آخر تماماً. فالإنغلاق مستحيل، وهو يعني أن ندير
ظهورنا للحيـاة، ونعتزلها تماماً. ولمواجهة هذا التحدي وهذا الغزو، ليس أمامنا إلا:
1- أن نفتح عقولنا تماماً للتحديات الحضارية، بكل صورها.
2- يجب أن نقرأ كل شيء، ونسمع كل شيء، ونناقش كل شيء، ونتعلم كل شيء.
3-علينا أن نتقن الفنون والعلوم المتصلة بجوانب الحضـارة المادية، ونطوِّعها لإرادتنا، ونشارك في التحكم فيها.
4- وفي الجانب الفكري، يجب أن لا يكون هناك جدار أمام مراكز البحث والجامعات والمعاهد، وأن لا يكون هناك ممنوع.
5- أن يكون لنا حق الانتقاء دون أوصياء، وفي كافة المجالات.
6- وكل ما سبق يجب أن يكون متزامناً مع حركة لأحيـاء التراث إحياءً مستنيراً متفتحاً، واستحضار ما فيه، وما يلزم لمواجهـة تحديات الحضارة. ويُجمع معظم المفكرين العرب المعاصرين، أن مواجهة تحديات الحضارة،
لا تتم إلا بالاتجاه إلى الماضي، وليس بالاتجاه إلى المستقبل. ومن هنا، يجد العربي نفسه في معضلة يصعب حلها. فهو لا يملك من وسائل لتأكيد الهوية غير العودة إلى منابع التراث. فهو يشعر بالاطمئ7-التوسع إلى
أبعد الحدود في مجال ترجمـة الفكر، والفن، والعلم الغربي، من خلال مشروع قومي ضخم.
8- وأخيراً، سؤال أنفسنا: أي صيغة حضارية نريد، ونراها مناسبة لنا، ونستطيع أن نساهم بها في الحضارة الحديثة بوجه عام؟