يشكو صديقي (الجديد) من العربية السعودية أنه لم يجد عندنا أصداءا “للحدث التاريخي”، وهذا كلامه، وهو المواجهة التلفزيونية التي تمت بين الأمير تركي الفيصل
ورئيس “أمان” السابق عاموس يادلين.
وقال إن اللقاء عندنا بُث من القناة الرسمية، وحظي بمشاهدة بلغت الذروة وأحدث فورا صداما بين معسكرين.
فالمتشددون يزعمون أن مجرد الجلوس المشترك – في بروكسل بتوجيه الصحفي الامريكي القديم ديفيد اغنشيوس – هو رسالة ترمي الى إظهار الاتصالات التي كانت تجري تحت الطاولة بين الرياض والقدس. إن بين السعودية
واسرائيل اليوم سلسلة طويلة من الاتفاقات السرية والمصالح المشتركة. فلا اختلاف في الرأي مثلا في الخطر الايراني. بل الامر بالعكس لأنهم في السعودية يرون أن طهران أكبر خطر.
وتابعوا في المعسكر الآخر في المملكة العرض الذي غطته وسائل الاعلام للسعودي والاسرائيلي بحب استطلاع كبير: فكيف نشأت فكرة إجلاسهما معا؟ ومن ذا يعلم أنه لم تجر بينهما اتصالات حينما كانا في منصبيهما
السابقين؟ فقد كان الفيصل رئيس الاستخبارات وشغل يادلين المنصب نفسه عندنا. ويجر الفيصل وراءه نسباً وسيرة دبلوماسي في السفارات المعتبرة. وبينت لصديقي الجديد من السعودية أن يادلين أمير من وجهة النظر
الاسرائيلية، مع أسبقية طيار حربي. وكلاهما يرأس اليوم معهد بحث تنحصر عنايته في الأمن وبرنامج العمل القومي. وكلاهما يعلم ايضا أنه اذا بالغ كثيرا فان المؤسسة ستتبرأ منه.
لم تصدر في نهاية المطاف عناوين صحفية سمينة، فقد جاء الفيصل شقيق وزير الخارجية السعودي ليجاري السياسة وليحدد أهدافا. وأصبح يوجد في سجله عشرات اللقاءات السرية تحت غطاء اكاديمي مع ضباط وساسة وخبراء من
طرفنا. وهو دائما مستعد وسخي ومتوخٍ للهدف. وكان حذرا في هذه المرة ايضا ألا يضبطوه بكلمة غير دقيقة. وقد أثر في صديقي من السعودية مثلا أن الأمير عرف كيف يرفض دعوة يادلين الى زيارة القدس. فهو لا يحلم
بتحقيق حلم الصلاة في المسجد الأقصى حتى تستجيب اسرائيل للمبادرة السعودية، ولن يأتي ايضا ليخطب في الكنيست اذا لم يعلم قبل ذلك أنه “يوجد ما يُتحدث فيه”.
من المهم أن ننتبه الى الشأن الذي يجمع حوله الاربع الجدد في حينا: فالسعودية والاردن واسرائيل ومصر الجديدة تفكر نفس التفكير في حماس وحزب الله والسلوك الايراني. سينصبون اليوم في القاهرة الرئيس السادس
الذي يتلقى دعما حارا من الرياض والقدس. فأما هم فيساعدونه بالمليارات وأما نحن فجندنا أنفسنا لانشاء جماعة ضغط كثيفة له في الادارة الامريكية. وهم يُبسط لهم بساط أحمر عند السيسي ونكتفي نحن بظهور منخفض في
المراسم الرسمية.
هاكم درسا في سياسة المصالح: حينما سيهبط الرئيس الايراني على ارض مصر، ستخنق السعودية الشتائم الأكثر بذاءة وستؤكد اسرائيل في الورقة الاستخبارية أن السيسي يجب أن يحتضن روحاني خاصة. إن الايراني هو العدو
الخطير والسعودي صديق.
نظرت في تسويغ الأمير السعودي للقاء مع يادلين، فقد أرسلوه ليحصل بمرة واحدة والى الأبد على جواب من شخص حكيم يُبين لماذا ما زالت اسرائيل منذ 12 سنة تتهرب من مبادرة السلام السعودية. والمبعوث صادق لأن
اسرائيل تتهرب حقا. ونحن صادقون ايضا لأن المبادرة وقعت علينا بغتة في اطار “خذوا كل شيء أو لن يكون أي شيء”. ولا يُصنع السلام على هذا النحو. فاذا كان عند السعوديين قوة وصبر فلينفضوا الغبار عن الخطة
وليدمجوا فيها المُركِّب الفلسطيني وليرفعوا مستوى الاتصال بنا. فالمفاتيح عندهم ويجب تشغيل المحرك فقط. وليس عندهم ما يخسرونه بعد أن رفع الامريكيون أيديهم استسلاما.
يديعوت – سمدار بيري
تحديث للسؤال برقم 1
http://www.ksa.ahrarulhijaz.com/images/june14/10/ksa-israil.jpg