23- باب حِفْظِ اللِّسَانِ وَقَوْلِ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا
أَوْ لِيَصْمُتْ وَقَوْلِهِ تَعَالَى مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ الشرح: قوله (باب حفظ اللسان) أى عن النطق بما لا يسوغ شرعا مما لا حاجة للمتكلم به. وقد أخرج أبو الشيخ
فى"كتاب الثواب " والبيهقى فى"الشعب"من حديث أبى جحيفة رفعه"أحب الأعمال إلى الله حفظ اللسان". قوله (ومن كان يؤمن بالله إلخ) وقع عند أبى ذر"وقول النبى صلى الله عليه وسلم ومن كان يؤمن بالله إلخ"وقد أورده
موصولا فى الباب بلفظه. قوله (وقول الله تعالى ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) كذا لأبى ذر، وللأكثر" وقوله ما يلفظ إلخ"ولابن بطال"وقد أنزل الله تعالى ما يلفظ الآية"وقد تقدم ما يتعلق بتفسيرها فى
تفسير سورة ق. وقال ابن بطال جاء عن الحسن أنهما يكتبان كل شيء، وعن عكرمة يكتبان الخير والشر فقط، ويقوى الأول تفسير أبى صالح فى قوله تعالى (يمحو الله ما يشاء ويثبت) قال: تكتب الملائكة كل ما يتلفظ به
الإنسان ثم يثبت الله من ذلك ما له وما عليه ويمحو ما عدا ذلك. قلت: هذا لو ثبت كان نصا فى ذلك، ولكنه من رواية الكلبى وهو ضعيف جدا، والرقيب هو الحافظ والعتيد هو الحاضر وورد فى فضل الصمت عدة أحاديث منها
حديث سفيان بن عبد الله الثقفى"قلت يا رسول الله ما أخوف ما تخاف على؟ قال: هذا، وأخذ بلسانه"أخرجه الترمذى وقال حسن صحيح، وتقدم فى الإيمان حديث"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"ولأحمد وصححه ابن حبان
من حديث البراء"وكف لسانك إلا من خير"وعن عقبة بن عامر"قلت يا رسول الله ما النجاة؟ قال: أمسك عليك لسانك"الحديث أخرجه الترمذى وحسنه، وفى حديث معاذ مرفوعا"ألا أخبرك بملاك الأمر كله، كف هذا، وأشار إلى
لسانه. قلت يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: وهل يكب الناس فى النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم"أخرجه أحمد والترمذى وصححه والنسائى وابن ماجه كلهم من طريق أبى وائل عن معاذ مطولا، وأخرجه
أحمد أيضا من وجه آخر عن معاذ، وزاد الطبرانى فى رواية مختصرة"ثم إنك لن تزال سالما ما سكت، فإذا تكلمت كتب عليك أو لك"وفى حديث أبى ذر مرفوعا"عليك بطول الصمت فإنه مطردة للشيطان"أخرجه أحمد والطبرانى وابن
حبان والحاكم وصححاه، وعن ابن عمر رفعه"من صمت نجا" أخرجه الترمذى ورواته ثقات، وعن أبى هريرة رفعه"من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"أخرجه الترمذى وحسنه.