أسماء جهنم و أوصافها حسب ما ذُكر في القرآن الكريم
ذكر الله عَزَّ و جَلَّ لجهنم أسماءً و أوصافاً ، نُشير إليها بحسب طبقاتها بإختصار :
الطبقة الأولى : الهاوية [1] :
قال الله العزيز الجبار : { وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ } [2] ، قال العلامة الطريحي ( رحمه الله ) : الهاوية : ... كأنها
النار العميقة يهوي أهل النار فيها مهوى بعيداً ، أي فمأواه النار ، يقال للمأوى أم على التشبيه ، لأن الأم مأوى الولد ، و قيل : أم رأسه هاوية في قعر جهنم لأنه يطرح فيها منكوساً [3] .
الطبقة الثانية : السعير :
قال عَزَّ مِنْ قائل : { وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ } [4] ، قال العلامة الطريحي ( رحمه الله ) : السعير : النار و لهبها [5] .
الطبقة الثالثة : الجحيم :
قال الله جَلَّ جَلالُه : { وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ } [6] ، قال العلامة الطريحي ( رحمه الله ) : الجحيم : ... اسم من أسماء النار ، و أصله ما
اشتَدَّ لَهَبُه من النيران ، و كل نار عظيمة في مهواةٍ فهي جحيم [7] .
الطبقة الرابعة : سَقَر :
قال الله عَزَّ و جَلَّ : { يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ } [8] ، و سقر وادٍ في جهنم شديد الحر ، فقد رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) أنهُ
قَالَ : " إِنَّ فِي جَهَنَّمَ لَوَادِياً لِلْمُتَكَبِّرِينَ يُقَالُ لَهُ سَقَرُ ، شَكَا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ شِدَّةَ حَرِّهِ وَ سَأَلَهُ أَنْ يَأْذَنَ لَهُ أَنْ يَتَنَفَّسَ فَتَنَفَّسَ
فَأَحْرَقَ جَهَنَّمَ [9] .
الطبقة الخامسة : الحُطَمة :
قال الله سبحانه و تعالى : { كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ } [10] ، قال العلامة الطريحي : الحطمة : اسم من أسماء النار ، و هي التي
تحطم العظم و تأكل اللحم حتى تهجم على القلوب [11] .
الطبقة السادسة : لظى :
قال الله تعالى : { كَلَّا إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى * تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى } [12] .
الطبقة السابعة : جهنم :
قال الله عَزَّ و جَلَّ : { ... إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا } [13] .
ترتيب آخر لدركات جهنم :
و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ( عليه السَّلام )
[14] في قوله : { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ } [15] ، فوقوفهم على الصراط .
و أما : { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ } [16] ، فبلغني و الله أعلم أن الله جعلها سبع دركات أعلاها الجحيم ، يقوم أهلها على الصفا منها ، تغلي أدمغتهم فيها كغلي
القدور بما فيها .
و الثانية : لظى { نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى * تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى * وَجَمَعَ فَأَوْعَى }
[17] .
و الثالثة : سقر { لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ } [18] .
و الرابعة : الْحُطَمَةُ ، و منها يثور شرر كالقصر { كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ }
[19] تدق كل من صار إليها مثل الكحل ، فلا يموت الروح ، كلما صاروا مثل الكحل عادوا .
و الخامسة : الهاوية ، فيها ملأ يدعون يا مالك [20] أغثنا ، فإذا أغاثهم جعل لهم آنية من صفر من نار ، فيه صديد ماء يسيل من جلودهم كأنه مُهل ، فإذا رفعوه ليشربوا منه تساقط لحم وجوههم فيها من شدة حرِّها ،
و هو قول الله تعالى : { ... وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا } [21] ، و من هوى فيها هوى سبعين عاما في النار ، كلما احترق جلده
بُدِّل جلدا غيره .
و السادسة : هي السعير ، فيها ثلاث مائة سُرادق من نار ، في كل سرادق ثلاث مائة قصر من نار ، في كل قصر ثلاث مائة بيت من نار ، في كل بيت ثلاث مائة لون من عذاب النار ، فيها حيات من نار ، و عقارب من نار ،
و جوامع من نار [22] ، و سلاسل من نار ، و أغلال من نار ، و هو الذي يقول الله : { إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَا وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا } [23] .
و السابعة : جهنم ، و فيها الفلق ، و هو جُبُّ في جهنم ، إذا فُتح أسعر النار سعراً ، و هو أشد النار عذابا ، و أما صَعُوداً فجبل من صفر من نار وسط جهنم ، و أما أَثاماً فهو واد من صفر مذاب يجري حول الجبل
، فهو أشد النار عذابا "
[24] .
و عن ابن عباس أن الباب الأول جهنم ، و الثاني سعير ، و الثالث سقر ، و الرابع جحيم ، و الخامس لظى ، و السادس الحطمة ، و السابع الهاوية [25] .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] ذكرنا أسماء جهنم حسب ترتيب طبقاتها و درجاتها من الأعلى إلى الأسفل .
[2] سورة القارعة ( 101 ) ، الآيات : 8 - 11 ، الصفحة : 600 .
[3] مجمع البحرين : 1 / 482 ، للعلامة فخر الدين بن محمد الطريحي ، المولود سنة : 979 هجرية بالنجف الأشرف / العراق ، و المتوفى سنة : 1087 هجرية بالرماحية ، و المدفون بالنجف الأشرف / العراق ، الطبعة
الثانية سنة : 1365 شمسية ، مكتبة المرتضوي ، طهران / إيران .
[4] سورة الملك ( 67 ) ، الآية : 10 ، الصفحة : 562 .
[5] مجمع البحرين : 3 / 331 .
[6] سورة المائدة ( 5 ) ، الآية : 10 ، الصفحة : 109 .
[7] مجمع البحرين : 6 / 26 .
[8] سورة القمر ( 54 ) ، الآية : 48 ، الصفحة : 530 .
[9] الكافي : 2 / 310 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .
[10] سورة الهمزة ( 104 ) ، الآيات : 4 - 6 ، الصفحة : 601 .
[11] مجمع البحرين : 6 / 42 .
[12] سورة المعارج ( 70 ) ، الآيات : 15 - 17 ، الصفحة : 569 .
[13] سورة النساء ( 4 ) ، الآية : 140 ، الصفحة : 100 .
[14] أي الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السَّلام ) ، خامس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
[15] سورة الحجر ( 15 ) ، الآية : 43 ، الصفحة : 264 .
[16] سورة الحجر ( 15 ) ، الآية : 44 ، الصفحة : 264 .
[17] سورة المعارج ( 70 ) ، الآيات : 16 - 18 ، الصفحة : 569 .
[18] سورة المدثر ( 74 ) ، الآيات : 28 - 30 ، الصفحة : 576 .
[19] سورة المرسلات ( 77 ) ، الآية : 33 ، الصفحة : 581 .
[20] مالك إسم خازن النار .
[21] سورة الكهف ( 18 ) ، الآية : 29 ، الصفحة : 297 .
[22] الجوامع : جمع الجامعة ، و هي الغُل .
[23] سورة الإنسان ( 76 ) ، الآية : 4 ، الصفحة : 578 .
[24] بحار الأنوار : 8 / 290 .
[25] بحار الأنوار : 8 / 246 .
اللهم أجرنا من النار يا مجير