الانتخابات كفر بواح:
============
بسم الله الرحمن الرحيم
تنتشر اليوم دعوات إلى المشاركة في الانتخابات الديمقراطية والمشاركة في المجالس النيابية التي تخضع لهذا النظام الشركي الذي يشرع من دون الله, ولكن هذه المرة يدعون لها وبشدة رجال الدين وكثير من المرجئة
الذين ينتشرون في البلاد باسم الدعوة السلفية فألبسوا دعواتهم بالزي الإسلامي متلاعبين بأصول الدين وأحكامه ومحللين لهذا الشرك العظيم الذي كانوا هم من قبل يكفرونه ولكن لما تغيرت الأهواء وبدأ الشيطان يحسن
لهم القبيح, فبدلوا أحكام الشريعة لتوافق أهوائهم,
ومما زاد الأمر خطورة هو خروج الآلاف إلى الشوارع مطالبين بالانتخابات, مقدمين أرواحهم في سبل هذا الطاغوت.
فإضافة إلى خطورة التلاعب بالأحكام الشرعية الثابتة الواضحة وتحريفها لتوافق الأهواء, قد زاد المسألة خطورة الدماء التي أريقت في سبيل هذا الطاغوت, وإنها لمصيبة لا يشعر بها إلا القريب منها عندما يسمع أن
أخوه قتل أو أصيب في سبيل مثل هذا الطاغوت, لذا قد رأيت أن أجمع الأدلة على حرمة التحاكم إلى طاغوت الانتخابات الديمقراطية والرد على ما أثير حولها من شبهات والله ولي التوفيق.
وللعلم فإن المسألة ليست خلافية كما يدعون اليوم, بل تتعلق بأعظم أصل في الدين وهو التوحيد, فالمسألة ببساطة (( الديمقراطية كفر فلا يجوز إقرارها أو المشاركة فيها بل يجب اجتنابها ومحاربتها امتثالاً لما
أمر به الله )).
ومن تبدلت أهوائهم اليوم هم كانوا سابقاً يكفرون الديمقراطية ويكفرون الانتخابات , ولكنها اليوم تحولت إلى مصلحة وإلى مسألة خلافية وظهرت شتى الترقيعات, ومن المعلوم في الإسلام أن الكفر لا يجوز إلا في حالة
الإكراه الملجئ وهو ما لا يوجد في هذه الحالة فلن يعذبك أحد إن لم تنتخب وقت الانتخاب... هذه هي المسألة بكل بساطة, وأما من يدعي أن المسألة خلافية فنقول له حتى وإن كانت المسألة خلافية فالواجب إتباع
الراجح وإتباع الدليل من كتاب الله وسنة رسوله , يقول تعالى: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) فأين العمل بهذه الآية , يا من تقولوا بالاختلاف ؟؟
**************************
وأما الأدلة على حرمة اللجوء إلى الانتخابات:
بإجمال:
الانتخابات هي شرك بالله وكفر بواح فهي تخضع لقوانين النظام الديمقراطي الذي لا يحترم الإسلام ويشرع بالكفر, فالانتخابات شرك طاعة لمن شرع تلك القوانين الكفرية , يقول تعالى: { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء
شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّين مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّه وَلَوْلَا كَلِمَة الْفَصْل لَقُضِيَ بَيْنهمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَاب أَلِيم }, والانتخابات هي تحاكم إلى الطاغوت الذي أمرنا الله
بالكفر به ومحاربته وعليه كانت سنة الأنبياء والمرسلين, فتلك الديمقراطية تجعل الإرادة للشعب بدلا من الله بالامتثال لشريعته, والديمقراطية تساوي بين المسلم والسفيه وبين الرجل والمرأة في كل شيء, وتجيز
الولاية للكافر , يقول تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ
أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا} ويقول تعالى: {أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} , والانتخابات الديمقراطية تساوي بين المسلم
والسفيه, فهي تساوي بين مسلم يريد الشريعة وآخر يريد العلمانية وآخر يريدها ليبرالية وآخر يعطي الولاء للرافضة المجمع على كفرهم وآخر يجيز تولي النصارى للحكم, وغيرها من القوانين الكفرية التي لا يجوز
التحاكم إليها في الإسلام.
وإننا مأمورون بإتباع ما أمر به الله ورسوله في كل شيء وعدم العوج عنه لهوى أو ميل
قال تعالى: { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
وقال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}
فإن دعوة أهل البدع لضلالتهم وشركهم بدعوى المصالح والمفاسد لا صحة لها لطالما لا تستند على أدلة شرعية, ولا يجوز أن نرفض نصاً صريحاً بدعوى مصلحة ما فليس هذا من الإسلام, فعلى سبيل المثال لا يجوز ترك
الجهاد في بلادنا المحتلة بدعوى المفسدة أو ترك ساحات القتال بدعوى مفسدة وفي هذا يقول المولى عز وجل : { يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الارض أرضيتم بالحياة الدنيا
من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً والله على كل شئ قدير}, فلا يجوز أن يقول لكم الله لا تتحاكموا إلى الطاغوت ثم
تتحاكمون إليه بدعوى مصلحة, أو يأمركم بجهاد الطاغوت فتتثاقلون بدعوى مفسدة, فقد وردت الأحكام الشرعية لجلب المصالح للناس، ودفع المفاسد عنهم، وأن كل حكم شرعي إنما نزل لتأميـن أحد المصالح، أو لدفع أحد
المفاسد، أو لتحقيق الأمرين معًا, وما من مصلحة في الدنيا والآخرة إلا وقد رعاها المشرع، وأوجد لها الأحكام التي تكفل إيجادها والحفاظ عليها, وإن الشرع الحكيم لم يترك مفسدة في الدنيا والآخرة، في العاجل
والآجل، إلا بينها للناس، وحذرهم منها، وأرشدهم إلى اجتنابها والبعد عنها، مع إيجاد البديل لها, وإذا أردنا النظر في فقه المصالح والمفاسد سنجد أن الشريعة جاءت لحفظ خمسة مصالح ضرورية وهي: الدين, والنفس,
والعقل, والنسل أو العرض أو النسب, والمال. والدين مقدم على النفس والعقل والنسل والمال, فالدين هو أعظم المصالح والشرك بالله هو أعظم المفاسد, , فالمرجئة الذين يلهثون على الفضائيات ليل نهار وليس لهم حجة
في شركهم إلا المصالح والمفاسد فهؤلاء أجهل من دابة وأضل من هوام.
فالشرك بالله لا يوجد له استثناء إلا حالة واحدة وهي الإكراه الملجئ, لقوله تعالى: { مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ
شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }
والإكراه هنا المقصود به هو الإكراه الملجئ الذي لا يكون فيه حيلة لصاحبه لدفعه ودليله فعل عمار بن ياسر رضي الله عنهما, وأما غير ذلك من الإكراه فلا يجوز فيه الكفر كحالة إكراه أمريكا لطواغيت بلاد
المسلمين فهذا ليس إكراهاً ملجئاً, والإكراه الملجئ له شروط وهي العجز عن دفع الضرر والحالية إذ لا يكون إكراها في حالة كان التهديد بحدوث الفعل في اليوم التالي أو مستقبلاً, ولا يجوز الإكراه على الشرك إلا
بعد غلبة الظن أنه إذا امتنع عن الفعل سيقتل أو يهلك أو يتلف (ومن هنا يفرق بين القوي والضعيف) وألا يكون هناك مجالاً للاختيار, وأن يكون قلب المكره مطمئنا للإيمان, وأن يظهر من الكفر ما يدرأ عنه العذاب
ولا يزيد عليه, وليس من الإكراه دفع الضرر بضرر أعلى أو يوازيه كأن يشارك في قتل أخيه المسلم أو يرشدهم على مكانه أو يحارب في صفوف المشركين. وبهذا يتضح الفرق بين الإكراه الملجئ الذي يجيز فيه الكفر بقدر
ما يدرأ عنه والإكراه المتوهم الذي هو الكفر بعينه لقوله تعالى: " وَالَّذِينَ كَفَرُوا أََوْلِيَاؤُهُمْ الطَّاغُوتُ" , "والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت" كقتال اليوم في ميدان التحرير وفي ميادين مصر
وباقي بلدان المسلمين من أجل الديمقراطية والانتخابات الشركية, ويا ليتهم قاتلوا في سبيل الله لكان أفضل ولئن قُتِلوا لماتوا على الشهادة.
واعلموا أيها المسلمون أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم, واعلموا أن إن دين الله لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه, فلن تصلوا للإسلام إلا كيفما ارتضى لكم ربكم.
واعلموا أن الله طيب لا يقبل إلا طيباً وأنه لا يهدي القوم الظالمين.
فالتزموا أيها المسلمون بما أمركم الله وقاتلوا أولياء الشيطان ولا تقاتلوا في سبيل الشيطان كما هو حالكم الآن.
وإنه لفرق كبير بين جهادكم للطاغية مبارك وجهادكم من أجل طاغوت الانتخابات, فاتقوا الله إن كنتم مؤمنين, إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم, ويغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن
طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم.