. تحذير من تغيير سعر صرف الريال السعودي أمام الدولار .
.
وسط وأزمة الديون التي تمر بها دول أوروبا وفي ظل التغيرات الاقتصادية حول العالم حذر خبراء في الاقتصاد من أي تغيير في سعر صرف الريال أمام الدولار في الوقت الراهن، معتبرين ذلك محدود الفائدة على الاقتصاد
المحلي.
واوضح الخبراء أن تعديل سعر الصرف سيؤدي بشكل مباشر للسحب من الاحتياطي العام للمملكة في الخارج والذي يحقق نوعا من الأمان الاقتصادي, وسينعكس سلبا على الصادرات السعودية عند ارتفاع قيمة
الريال.
وبين الخبراء أن الفائدة التي قد تتحقق عند تعديل سعر الصرف تتمثل في انخفاض قيمة الواردات والحد من التضخم الحاصل حاليا في أسعارها وسينتج عنه تحسين مستوى المعيشة باعتبار المملكة دولة مستوردة لمعظم
احتياجاتها من المتطلبات الحياتية لمواطنيها.
وتطرقوا إلى أن العمالة الموجودة في المملكة هي المستفيد الأكبر في حال تم رفع قيمة الريال أمام الدولار لما لذلك من أثر إيجابي على قيم حوالاتهم إلى بلدانهم, مبينين أن المشاريع التي تقوم بها الدولة محليا
سترتفع قيمتها تبعا لتغيير سعر الريال وهو ما سيكبد خزينة الدولة أموالا طائلة.
وقال الدكتور محمد شمس رئيس مركز استشارات للجدوى الاقتصادية إن النمو الاقتصادي العالمي بطيء حاليا بسبب أزمة الديون الأوروبية ويجب التريث والإبقاء على سعر الصرف الحالي للريال أمام الدولار حتى لا نضر
الاحتياطيات التي تتمتع بها المملكة في الخارج والتي تمتاز بالأمان كون غالبيتها في السندات الأمريكية الأكثر قوة في العالم ولا تتغير مع الوقت رغم فائدتها الضئيلة، إضافة لاحتياطيات أخرى في الذهب, مبينا
أن الاحتياطي الكبير الآمن للمملكة جنبها المخاطر في الأزمة المالية التي ضربت العالم عامي 2008 و2009.
وحصر الفائدة من تعديل سعر الصرف في خفض قيمة الواردات بشكل عام وقلل من احتمالية تضرر الصادرات من ارتفاع قيمة الريال لأن البترول ومشتقاته يباع بالدولار وهو ما يجنب المملكة أي تأثيرات لسعر الريال
باعتبار غالبية الصادرات بترولية،
ودعا لدراسة متأنية لربط الريال بعملة غير الدولار أو بسلة عملات فأزمة ديون أوروبا قد ينتج عنها فرص اقتصادية كبيرة للمملكة خصوصا والاقتصاد الأمريكي بدا يتعافى ببطء ومؤشر البطالة في أمريكا بدا في
الانخفاض وهو ما ساعد بورصات الأسهم هناك على الصعود وذلك له أثر اقتصادي إيجابي على السعودية.
وخالف شمس القول إن المملكة لم تصلها أي تأثيرات لأزمة الديون في أوروبا، وقال إن الاقتصاد مترابط وبنوكنا تتعامل مع بنوك أوروبا في الإقراض ومن الطبيعي أن نتأثر تبعا لذلك وتوقع أن تصل تلك التأثيرات
للموازنة العامة للدولة. وقال إن خطط التنمية في المملكة تبنى على سعر منخفض للنفط، وأكد أن حصول انخفاض كبير في أسعار النفط غير وارد لأنه على الرغم من وجود أزمات عالمية في أمريكا وأوروبا إلا أن هناك
دولا تنمو بمعدلات هائلة وتشكل أسواقا كبيرة للنفط وهي البرازيل، روسيا، الهند، والصين، كما أن دول "أوبك" لديها القدرة على التحكم في العرض والطلب، وذلك يحمي من التقلبات الكبيرة في الأسعار.
من جهته قال الدكتور حسن بلخي خبير اقتصادي إن أي تغيير في سعر صرف الريال سيضر سمعة العملة في الثبات الذي تم الحفاظ عليه طوال السنوات الماضية, مشيرا إلى أن الصادرات البترولية للمملكة تفرض عليها ضرائب
غير عادلة في أوروبا وتغيير سعر العملة سيزيد من صعوبة تسويقها.
وذهب إلى أن المشاريع التي تنفذها الدولة محليا سترتفع تكلفتها تبعا لأي إجراء في تغيير سعر العملة وسيحمل خزينة الدولة الكثير من الأموال بلا جدوى اقتصادية مشجعة للقيام بذلك.
الدولار يكتسح الأسواق المالية أمام 16 عملة
العملات الأجنبية تواجه صدام قوى من الدولار الأمريكى حيث أن جميع العملات الأجنبية لم تسلم من اكتساح الدولار، فى ظل ما تسوده الأسواق المالية حالة من التوتّر و الاضطراب و التداولات استقرت ضمن نطاق ضيق،
وذلك يعد أمراً طبيعياً فى ظل انخفاض التداول بسبب أعياد الميلاد وهو ما يعمل على حالة من التذبذب.
وأزمة الديون السيادية بأوروبا لا تزال الدول الأخرى تحصد مساؤها حتى وقتنا هذا، وظلت منطقة اليورو مصدر القلق والاضطراب الرئيس للاسواق العالمية وكانت اخر تلك الانباء السلبية التي تركت اثارا على الاسواق
العالمية قرار وكالة فيتش للتصنيف الائتماني بتخفيض النظرة المستقبلية لفرنسا من مستقرة الى سلبية الامر الذي سيكون له تداعيات كبيرة على سعر صرف اليورو بشكل خاص، وهو ما سيعمل على التدهور الأكثر للعملة
الأوروبية الموحدة والتى تشير الى انهيار تام قريباً.
ومن هذا الإطار تقف العملات الأخرى موقف العاجز أمام الدولار الأمريكى فهى لا تستطيع تحقيق مكاسب أمامه فالدولار يفرض سطوته و جبروته في الأسواق المالية بسبب الاتجاه له كعملة تصفية مراكز مالية إلى جانب
الاتجاه للدولار كملاذ آمن و أصل من الأصول المنخفضة العائد في ظل الظروف الاقتصادية التي تسود الاقتصاد الدولي، وسوف نرى خلال السطور القادمة بعض من العملات الأجنبية بالمقارنة مع الدولار الأمريكى.
- اليورو: هبط سعر صرف اليورو أمام الدولار ووصل الى نحو 1.2981 دولار لليورو الواحد.
- الجنيه الإسترلينى: إن قوة الدولار تسيطر على جميع العملات فيما يتخللها الجنيه الإسترلينى بالرغم من عدم وجود ذنب له فى حالة التشاؤم فى الأسواق المالية ولكنه لم يسلم من ضرباته فالآن سعر صرف الجنيه
الإسترلينى فى مقابل الدولار يكون 1.5462 دولار للجنيه الإسترليني الواحد.
- الين اليابانى: حتى هذه العملة اليابانية انتابها جبروت الدولار فوصل سعر الدولار الأمريكى أمام الين اليابانى الى نحو 78.16 ين للدولار الأمريكي الواحد.
- الدينار الكويتى: وصل سعر صرف الدولار أمام الدينار الكويتى 0.275 دينار
ومن جهة أخرى فقد ارتفع سعر النفط معوضا خسائره السابقة وذلك عقب أنباء وفاة كيم جونج ايل زعيم كوريا الشمالية، حيث وصل سعر برنت 85 سنتاً الى 104.20 دولار للبرميل الواحد، وارتفع سعر الخام الامريكي الخفيف
58 سنتا الى 94.11 دولار للبرميل الواحد، وبالنسبة للدولار فقد ارتفع الدولار مع بداية تعاملات اليوم الإثنين أمام 16 عملة أخرى نتيجة زيادة الطلب عليه كملاذ آمن بعد اعلان الوفاة للزعيم الكورى.