ن مجموعة الأمراض التي تشير عادةً إلى "انفصام الشخصية" تختلف في طبيعتها وتغطي مجالاً واسعاً من الاضطرابات الادراكية , المعرفية , والسلوكية.
معدل انتشار هذه المشكلة بلغ 0,5% في العالم أجمع مع تساوي نسبة التوزع بين الذكور والإناث.
يحتاج الطبيب في المقام الأول لمعرفة كيف يميّز انفصام الشخصية عن غيرها من الأمراض , وماهي المشاكل التي ظهرت في مشفى عام وكيف عُولجت.
الأسباب:
يبدو أنه لم يتم تعريف أي سبب كامن وراء الاصابة بانفصام الشخصية. في حين تُعزى الاصابة إلى أي سبب يؤدي إلى انقطاع الاتصال العصبي التطوري عند الشخص المُصاب وذلك بتفاعل العوامل الوراثية وعوامل الطبيعة
المتعددة التي تؤثر على تطور الدماغ.
** ومن المُرجّح أن الاستخدام اليومي للقنب الهندي (الحشيش) يُعد عامل خطر هام أيضاً.
** الإمراضية الوراثية تُرجح لأن تكون متعلقة بالجينات وليست خاضعة للوراثة المندليّة.
معدّل الإصابة بانفصام الشخصية والناجم عن انتقال صفة وراثية بلغ حوالي 80%.
عامل الخطر الوراثي في الإصابة بانفصام الشخصية:
• تعداد السكان العام 1%
• القرابة من الدرجة الثانية 2.5%
• الأهل (الوالد\ الوالدة) 4%
• الأشقاء 8%
• الابن لأحد أبوين مصابين 12%
• الابن لأبوين مصابين 30- 40%
• توأم ثنائي اللواقح 8- 19%
• توأم أحادي اللواقح 40- 60%
المسح الدماغي والدراسات النسيجية على دماغ المُصاب بينت وجود توسع في البطينات الدماغية مع تهندُس خلوي عشوائي ومضطرب في الحصين, وهذا يدعم نظرية الإمراضية العصبية التطورية.
لوحظ بأن مستقبلات الدوبامين في الجهاز الطرفي كانت في حالة اضطراب خلوي (بحيث زادت المكونات الداخلية للخلية بتأثير محرضات خاجية....), ولكن السيروتونين قد يكون مُشتركاً أيضاً في الآلية الامراضية.
الملامح السريرية لمرض انفصام الشخصية:
هذا المرض قد يبدأ في أي عمر لكنه يندر قبل البلوغ وذروة بدء الإصابة تحدث في أوائل العشرينات
الأعراض التي تؤخذ بعين الاعتبار والمشخصة للحالة مُصطلحة كأعراض صف أول ,وقد وصفها العالم الألماني كورت شنايدر "Kurt Schneider" وهي:
• هلوسة سمعية من شخص غائب يُطلق عليه اصطلاحاً "الشخص الثالث" مع أو بدون تعليقات صوتية على سلوك الشخص المُصاب.
• انسحاب وقهقرة فكرية, وإقحام ونشر.
• وسوسة ووهم بدئي (الوهم لا أساس له).
• توهّم وإدراك وهمي.
• همود جسدي, وشعور أن المشاعر والأفكار مسيطر عليها من قبل الآخرين.
معظم هذه الأعراض عند المريض مشخصة لانفصام الشخصية, ومع ذلك فإن معظم هذه الأعراض تحدث في اضطرابات عقلية أخرى.
هناك أعراض أخرى للفصام الحاد تشمل :
§ اضطرابات سلوكية وهلوسات أخرى
§ وسوسة ثانوية (اضطهادي)
§ وبلادة في المزاجية.
الانفصام يقسم إلى إيجابي "نوع1 " وسلبي "نوع2 "....
1. الفصام الإيجابي من خصائصه:
البداية الحادة والوسوسة الواضحة ,وكذلك الهلوسات ,أما التركيب الدماغي طبيعي ,وهناك اضطرابات كيميائية حيوية تشمل النقل الدوباميني, والاستجابة الجيدة لمضادات الذهان, والنتيجة الأفضل .
2. الفصام السلبي من خصائصه :
البداية التدريجية البطيئة, والغياب النسبي للأعراض الحادة, ووجود الاعتلال والانسحاب الاجتماعي, ونقص الفاعلية والإثارة, والشذوذات التركيبية الدماغية الباطنة, والاستجابة الضعيفة لمضادات الذهان.
الفصام المزمن:
تتميز بأنها تستمر لمدة طويلة ,والأعراض السلبية,والكمون, ونقص الإثارة, والانسحاب الاجتماعي والفراغ العاطفي.
التشخيص التفريقي:
وينبغي التمييز بين الفصام والحالات التالية:
■ الاضطرابات العقلية العضوية (مثل الصرع الجزئي المعقد)
■ اضطرابات المزاج (الوجدانية) (مثل الهوس)
■أدوية النفسية (مثل التاثير النفسي للامفيتامين )
■ضطرابات الشخصية (فصامية).
في المرضى الأكبر سناً ، أي متلازمة حادّة أو مزمنة تصيب الدماغ يمكن أن تتظاهر بطريقة تشبه الفصام.
تضم مجموعة التشخيص نقطة المساعدة هي أن تغيير الوعي واضطرابات الذاكرة لا تحدث في مرض انفصام الشخصية, أما الهلوسة البصرية فهي أمر غير معتاد.
والذهان الفصامي العاطفي عبارة عن تظاهر سريري فيه تكون الاضطرابات والأعراض الفصامية تحدث في نفس السياق وتدور في فلك واحد.
الإنذار:
إن إنذار الفصام متغير, وباستعراض الخطط العلاجية في الدراسات نلاحظ أن:
15-25 من المصابين بانفصام الشخصية يتماثلون للشفاء التام.
70 لديهم حالات انتكاس قد تكون الأعراض السلبية متراوحة من خفيفة إلى معتدلة.
10 هي نسبة المصابين الذين يبقون بحالة عجز دائم.
العلاج:
يتم الحصول على أفضل النتائج من خلال المشاركة بين الأدوية والمعالجة الاجتماعية.
1-الأدوية المضادة للذهان:
تعمل هذه الأدوية من خلال دورها الحاصر لمجموعتي مستقبلات الدوبامين D1 – D2
هذه الأدوية هي الأكثر فعالية في الحالة الحادة مع أعراض إيجابية ، والأقل فعالية في السيطرة على الحالة المزمنة ، أو مع أعراض سلبية.
السيطرة الكاملة على الأعراض الإيجابية يمكن أن تحتاج إلى 3 أشهر من العلاج ، وإيقاف الدواء السابق لأوانه يمكن أن يؤدي إلى الانتكاس.
كما أن كلاً من الادوية المضادة للذهان و حاصرات المستقبلات الدوبامين D1 و D2 فإنها تُنتج عادة تأثيرات جانبية خارج هرمية وهذا يحد من استخدامها في العلاج الدائم عند العديد من المرضى.
ويمكن أن تحصر هذه الأدوية المستقبلات الأدرينالجية والمسكارنية وبالنتيجة يمكن أن تؤدي إلى العديد من التأثيرات الغير مرغوبة:
التأثيرات غير المرغوبة للأدوية المضادة للذهان :
الــتأثـــــيرات الــــشائعة:
- التأثيرات الحركية :
• خلل التوتر الحاد
• باركنسونية
• تعذر الحركة (تململ حركي)
• خلل الحركة الشيخوخي
- التأثيرات على الجهاز العصبي الذاتي (الودي ونظير الودي):
§ انخفاض ضغط الدم
§ فشل القذف
- التأثيرات المضادة للمسكارين:
• جفاف الفم
• احتباس البول
• إمساك
• تغيّم (تشوّش) الرؤية